و جاءت تغريدات القاسمي، في وقت يشهد فيه المعسكر اليمني، الموالي للتحالف السعودي، الذي تعد الامارات جزء منه، انقسامات، تعمقت بعد تعيين “هادي” للواء “علي محسن الأحمر” نائبا للقائد الأعلى للجيش.
و ذكر القاسمي، بأن الإمارات كما عمرت في عدن و اتجهت لـ”سقطري” و مأرب ستتجه تشيد و تبني في كل ما سماها “المحافظات المحررة”. مشيرا إلى أن الخليجيين بحاجة لوقوف اليمنيين بشكل جاد مع التحالف السعودي، و في ذلك اشارة لمدى استشعار السعودية و الامارات، بحجم الشرخ في المعسكر اليمني الموالي لهما. و الذي يتجلى في الانهيار الأمني الذي تعيشه عدن و مدن الجنوب، و سيطرة القاعدة على مساحات واسعة من الجنوب.
و في محاولة منه، لتبرير ما يحصل في الجنوب، و عدن على وجه الخصوص، و أيضا تبرير توجهات التحالف في محافظة عدن، قال القاسمي: ما حد بيسلم الجنوب لعصابات مسلحة تحت مسمي المقاومة.
و عاد ليؤكد و يبرر في الوقت نفسه، ما يريده التحالف في الجنوب، بأن شدد على أنه لن تسلم الجنوب لعصابات مسلحة تحت مسمى المقاومة لو تنطبق السماء على الأرض، و ذلك يؤكد مساعي الإمارات على وجه الخصوص لإقصاء فصائل من المقاومة قد لا تنسجم مع الأجندات الخليجية في الجنوب، و محاولة امتصاص صدمة الجنوبيين من تعيين “علي محسن” الموالي للسعودية.
و بين في تغريدة أخرى، موقف الامارات من بعض الفصائل المسلحة الجنوبية، بالقول: و الله لو سلمت عدن لهؤلاء الاوباش لاكتوت بنارهم الامارات قبل غيرها. واصفا تلك المجاميع بأنها لا ذمة و لا امانة لها، و شدد على التحذير منها، في محاولة لتأليب الرأي العام الجنوبي عليها.
و قال مخاطبا شخص سماه بـ”أبو خالد”، يا أبو خالد المقاومة أنظمت للجيش و الأمن. منوها إلى أن الفصائل التي يسميها عصابات ما هي إلا قاعدة عفاش و حزب الإصلاح تحت مسمي المقاومة و أمامهم العين الحمراء.
و تعد هذه التغريدة مؤشر واضح على أن الإمارات تعتبر المسلحين الذين يسيطرون على مديريات و مناطق في عدن، مرتبطة بحزب الإصلاح، و ربطها بالرئيس السابق “عفاش”، فيه دغدغة عواطف الجنوبيين المطالبين بالانفصال و تعميق مشاعر الكراهية لديهم لكل ما هو شمال، و ذلك حين ربط عفاش بحزب الإصلاح، مستفيدا من مشاركة حزب الإصلاح في حرب 1994، و انحدار معظم قيادات الإصلاح و أصحاب القرار فيه، إلى المحافظات الشمالية. و ذلك يؤكد أن الإمارات تريد تصفية حساباتها مع الإخوان “الإصلاح” في اليمن، عبر أبناء الجنوب، ما يفهم أن مرحلة جديدة تريد تدشينها الإمارات في الجنوب، ستزيد من النفس العنصري تجاه الشماليين، السائد في الجنوب، و استخدام ذلك لتنفيذ اجندات الإمارات.
و تأكيد لذلك، قال في تغريدة أخرى: إذا فيهم خير يجربوا الذهاب لقصر الرئاسة في المعاشيق مرة أخرى، إذا ما تم سحقهم جميعا، يا الله أنا أريد أشوف شطارتكم يا من تدعون أنكم مقاومة.
و في ذلك اشارة لما حصل بين المقاومة و الحرس الرئاسي، في قصر المعاشيق، قبل يومين، و ربط ذلك بأن من هاجموا القصر عناصر من المقاومة محسوبة على الإصلاح.
و يعد هذا التهديد، رسالة واضحة أن الإمارات باتت تسيطر على القصر الرئاسي، حيث يتواجد المئات من جنودها في القصر، معززين بأسلحة حديثة.
و مع محاولة دحض القاسمي لتضارب أجندات الإمارات و السعودية، في الجنوب، التي تستشف من تغريداته السابقة، إلا أنه كشف عن ذلك في تغريدة نقلها لشاب من عدن، أشار فيها أن شباب عدن مع التحالف و ما قصروا، لكن “مارم” مدير مكتب هادي ظلم الناس، و لم يعطيهم أبسط حقوقهم..
و هنا استغل القاسمي التغريدة ليحمل “مارم” مدير مكتب هادي مسئولية ما يحصل لعناصر المقاومة، و ذلك يكشف عن تضارب الاجندات الاماراتية السعودية، كون هادي و مكتبه محسوبين على السعودية.
يتضح ذلك بجلاء من خلال تغريدات القاسمي، التي رد فيها على تغريدة الشاب العدني، و التي قال في أولها: أبننا هذا كلامه منطقي، القاعدة استغلت عشرات من هذا الشباب وهو لا يعلم أن العصابات المسلحة تقودهم نحو حذفهم، تحت مسمى تحقيق مطالبهم.
و في التغريدة رقم 2 قال القاسمي: تحت مسمى تحقيق مطالبهم فأنضم إليها دون أن يدري أن مآربهم الاستيلاء على دار الرئاسة لتعلن من خلاله عصابات القاعدة أن عدن عاصمة إسلامية.
و هو ما يعني التحذير من أن الذين هاجموا القصر مرتبطين بالقاعدة، و في ذلك اتهام ضمني أن اجندات الإصلاح هي ذاتها أجندات القاعدة.
و في التغريدة رقم 3 قال: نحن كنا واعين لهذا المخطط و لكن عصابات أبو هارون و أبو همام و غسان السعدي و أبو سالم مخططها أبعد من مخططات الشباب الذين أوهموهم للانضمام إليهم.
و تحديد هذه الأسماء هو تحريض علني لفصائل المقاومة الموالية للإمارات، لمواجهة مجموعات من أشار لهم بالاسم.
و في التغريدة رقم 4 أشار القاسمي، إلى أن الهدف ليس حقوق و رواتب ومتأخرات المقاومة، و إنما هو اختبار حرس الرئاسة .. هل يستطيع حماية الحكومة.
و تعد تلك رسالة اراد القاسمي ايصالها، بضرورة التنبه لما يدور، و الايعاز للفصائل التي توالي الإمارات بمواجهة تلك العناصر و الجماعات، و الا تستخدم مطالبهم كمطية لتحقيق أهدافها.
و عاد القاسمي في نهاية تغريداته تلك، محاولا تتويه من يتحدث عن خلافات السعودية و الامارات في الجنوب، و اعطاء دفعة للموالين للإمارات، بثبيت تغريدة له كتبها في 14 فبرائر/شباط 2016، للإيحاء بعدم وجود خلافات مع السعودية، حيث تقول التغريدة، المنشورة مع صورة تجمع الملك سلمان و الأمير محمد بن زايد: كلنا صف والمجموع صعب انكساره، و اليمن سرها في الحب يشبه علنها، و البيان الختامي كلنا في انتظاره.
و هو ما يشير إلى أن القاسمي، يعي تماما أن الشارع في الجنوب عاطفي، و ينساق خلف التبريرات.
و السؤال: هل ستنجح الإمارات في تنفيذ اجندتها في عدن و الجنوب، بعيدا عن التضارب مع اجندات شقيقتها الكبرى “السعودية”..؟ و هل ستستخدم الجنوبيين كقفازات لتحقيق ذلك..؟